صفاقس: انطلاق سباق التحدي “فينيكس” بمشاركة أكثر من 1500 عداء وعداءة من تونس وخارجها
أعطى العداء الأولمبي التونسي الشهير محمد القمودي، صباح اليوم، السبت 10 فيفري 2024، شارة انطلاق سباق التّحدي “فينيكس” في دورته الثانية بقرية الشفّار السياحية بمعتمدية المحرس من ولاية صفاقس.
وسجلت هذه التظاهرة مشاركة أكثر من 1500 عداء وعداءة من تونس والخارج (الجزائر وليبيا وفرنسا)، حيث يتضمن هذا الحدث الرياضي ذي الأبعاد الإيكولوجية والثقافية والتنشيطية والذي يقام مرة كل سنة بتنظيم من جمعية “ران ان صفاقس” Run in Sfax ببرمجة طموحة ومشاركة واسعة لأحباء العدو في الطبيعة والرياضة للجميع.
وأكّد رئيس لجنة تنظيم التظاهرة، الدكتور محمد أمين المسدي، في تصريح لـ”الشروق”، أن هيئة التنظيم تسعى لتحويل هذا السباق المنظم هذه السنة بالشراكة مع الجامعة التونسية لألعاب القوى الى تظاهرة دولية بداية من الدورة الثالثة، مضيفا “ننتظر أن تكون المشاركة الأجنبية كبيرة جدا في النسخة القادمة بما من شأنه أن يعزّز مساهمة مثل هذه التظاهرات الرياضية في التسويق لتونس كوجهة ثقافية وسياحية ورياضية مميزة”.
وحول خصوصية سباق فينيكس، أفاد رئيس جمعية “ران أن صفاقس”، خالد الجمل، بأن سباق هذه الدورة يتمثل في العدو داخل حلقة تمتد على 7 كيلومترات في أقلّ من ساعة لينطلق المتسابقون من جديد على رأس الساعة الموالية في المسلك ذاته وذلك إلى حين إتمام 12 حلقة وتكون الأخيرة حلقة السرعة التي يتوج في نهايتها المتسابقون الثلاثة الأوائل الأسرع.
وأضاف الجمل، أن نظام المسابقة الذي وقع ضبطه ينصّ على أن يقطع كل متسابق المسافة في أقل من ساعة ويستفيد في الوقت الذي يفصله عن انطلاق الحلقة الموالية على رأس الساعة من فسحة من الراحة والتزوّد بالماء والإعاشة، في حين يُقصى كل متسابق يتجاوز الساعة في قطع المسافة ولكنه ينال ميدالية مشاركة إذا أتم حلقة واحدة على الأقل، مشيراً في السياق ذاته إلى، أن مسار السباق الذي شملته سلسلة من حملات النظافة في الفترة المنقضية وتم تحديد معالمه بعناية من طرف المسؤولين والمختصين في نادي العدو بصفاقس وشركائه بالتقيد بالمعايير الإيكولوجية حيث اشتمل رسم المسلك على العناصر الرئيسية المميزة للمشهد الطبيعي العام في قرية الشفار ولا سيما الزياتين والوادي والغابة والشاطئ والكثبان الرملية والطريق المؤدية إلى القرية.
وتجسيما لهذا الهدف الإيكولوجي سيكون المتسابقون ممنوعين من استعمال قوارير الماء البلاستيكية أثناء العدو حتى لا يقع تلويث الطبيعة بهذه القوارير ومن أجل التحسيس بضرورة التقليص من استعمال المواد البلاستيكية وإلقائها في الطبيعة.
كما أكد، خالد الجمل، أنه بالموازاة مع المسابقة الرئيسية التي اختار لها المنظمون اسم “تحدّي فينيكس” والموجهة بالأساس إلى العدائين المتمرّسين وكل من يرغب في المشاركة من مختلف الفئات (رجالا ونساء)، يشتمل برنامج التظاهرة كذلك على مسابقة صغرى ثانية تحمل اسم “مسابقة الاكتشاف”.
وستقام هذه المسابقة التي يقتصر فيها العداؤون على قطع 3 حلقات فقط بطول سبعة كيلومتر للحلقة الواحدة، في موعد صباحي على الساعة التاسعة تزامنا مع انطلاق سباق التّحدي. مضيفا، أنه سيتم تنتظم “جولة عبر الطبيعة” مساء على الساعة الثالثة، ويرمي المنظمون من خلال هاتين المكونتين إلى إتاحة الفرصة أمام كل من يتعذر عليه المشاركة في المسابقة الرئيسية “فينيكس” التي تستغرق وقتا أطول وتتطلب جهدا أكبر.
وتميزت هذه الدورة الثانية بتطوير الجانب التنشيطي والمشهدي من خلال تحويل مكونة القرية التنشيطية التي ضمت في الدورة الأولى مشاركة عدد من الجمعيات الشريكة من المحرس وصفاقس بخيام عرض للصناعات والأكلات التقليدية الخاصة بالمحرس فضلا عن ورشات تحسيسية وعروض تنشيطية وخدمات للجمهور، إلى مهرجان متكامل يضم كل هذه المكونات مع فرق موسيقية وفنية تقدم سلسلة من العروض بساحة “الصالون” بشكل متتابع من إلى نهاية التظاهرة على الساعة التاسعة ليلا.
كما يشتمل البرنامج على سلسلة من الورشات التحسيسية التي نظمتها مجموعة من الجمعيات والوداديات الطبية حول أهمية تعاطي الرياضة من النواحي الصحية ومقاومة عديد الأمراض مثل السكري والقلب والأمراض السرطانية.
وللإشارة فإن نادي ران ان صفاقس Run In Sfax :هو فريق من المولعين بالعدو الذين حولوا وجودهم كمجموعة على شبكة التواصل الاجتماعي فايسبوك إلى ناد سنة 2016. وقد تزايد عدد المنخرطين في هذه المجموعة ومارسوا رياضة العدو وغيرها من الرياضات ذات العلاقة كسباقات الطبيعة “ترايل” ورياضة الدراجات والسباحة.
وقد سجل أعضاء هذا النادي النشيط حضورهم في أغلب التظاهرات الرياضية الخاصة بالسباقات والعدو التي عرفتها عديد ولايات الجمهورية وساهموا في بروز جهة صفاقس في هذه الرياضات،كما اكتسب نادي العدو بصفاقس صفة الجمعية الرياضية في سنة 2019 وهي تعد حاليا ما يقارب 200 عضوا ناشطا من الجنسين.