“أنا في السجن اليوم لأني دعوت إلى قيم الديمقراطية”… الغنوشي يوجّه رسالة من سجنه
وجه رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، رسالة خاصة من سجنه، حيث قُرئت أمام ندوة عُقدت في لندن، تطرقت إلى فكره السياسي حول الديمقراطية والإسلام.
وجاء في رسالة الغنوشي التي تلاها الوزير التونسي السابق وأحد مستشاري الغنوشي، أحمد قلول مترجمة إلى الإنكليزية: “أنا في السجن اليوم لأني دعوت إلى قيم الديمقراطية الوطنية، وهي جزء من الديمقراطية الكونية للإنسان، ولأن الصراع في تونس هو صراع بين الديمقراطية واللاديمقراطية.
وأضاف: “إن أعداء الديمقراطية يعتمدون الحداثة كقاعدة لإقصاء الخصوم الإسلاميين، ونحن في تونس وجدنا تقريبا بسبب أننا انطلقنا من قيم الإسلام، ولا نجد مبررا لإقصاء من يخالفنا أو من يؤمن بالإسلام برؤية أخرى، لأننا لا نرى أن هناك ناطقا رسميا باسم الإسلام”.
وقال الغنوشي: “أنا في السجن لأن قسما كبيرا من الحداثيين غير ديمقراطيين، هم يدعون إلى ديمقراطية تخصهم، ديمقراطية إقصائية. نحن في نضال من أجل تونس للجميع، ومن أجل ديمقراطية تسع الجميع داخل تونس وخارجها”.
وأكد أن “البلاد محكومة اليوم بثنائية الخير والشر، الحق والباطل، الوطنية والخيانة، هذا هو جوهر انقلاب 25 يوليو (تموز) 2021: احتكار الوطنية واحتكار الإسلام واحتكار الصلاح، لذلك النظام القائم هو في حرب لا هوادة فيها ضد الديمقراطية بكل معانيها، ولا يمكن لهذا المنظور أن يجمع التونسيين، لأن الله خلق الناس مختلفين.. هو نظام يرى الاختلاف نقمة، أما نحن فنراه رحمة”.
ولفت الغنوشي إلى أن “فلسطين فضحت ليس الديمقراطية فقط، وإنما الرؤية القومية للديمقراطية: nation state”.
وقال: “الديمقراطية، كآلية، من أفضل ما أنتج العقل البشري السياسي من آليات للتوافق والوصول إلى تسويات بين المختلفين، وسبيل إلى حسم الخلافات بعيدا عن العنف، ولكن عندما حُشرت وسُجنت في خندق القومية والعرق واللون، تعطلت آلياتها في أكثر من حالة، خاصة أمام الامتحانات الكبيرة مثل امتحان فلسطين”.
ورأى أن “الخلل إذًا ليس في فكرة الديمقراطية، ولكن في فكرة الدولة القومية خارج إطار الأخلاق، ولا إطار للأخلاق خارج إطار “الإنسان خليفة الله في الأرض”، لذلك نحن نطالب بالديمقراطية، ونضيفها لإسلام يخرج من ضيق الإنسان إلى سعة الإنسانية”، كما جاء في رسالة الغنوشي.