الكاتدرائية الكاثوليكية بصفاقس
يعود التواجد المسيحي بصفاقس لسنة 1830 بقدوم الطبيب الصقلي الذي شهر بالصقلي أو بالرومي ثم بدأت الجالية المسيحية في الازدياد بقدوم البعثات الدبلوماسية إلى صفاقس والتجار من فرنسا وإيطاليا ومالطا وإنجلترا واليونان وسكنوا الحي الإفرنجي خارج المدينة العتيقة حتى وصل عدد المسيحيين قبيل الاحتلال 1800 شخص. يمثل الكاثوليك منهم النسبة الأكبر حيث بلغ عددهم 350 شخصا سنة 1843 ووصل إلى 1450 شخصا سنة 1884.
وأمام تزايد المسيحيين في صفاقس ازدادت الحاجة إلى مكان للعبادة فتم بناء الكنيسة الكاثوليكية وافتتحت يوم 4 ديسمبر 1845 على أرض قدمها أحمد باي. وبني قربها كذلك دار للمبشرين المسيحيين و دار لأخوات القديس جوزاف ومدرسة للبنات. ومارس المسيحيون شعائرهم بكل حرية. تضررت الكنيسة من قصف البوارج الفرنسية إبان احتلال جويلية 1881 فتم ترميمها سنة 1882 بكلفة 30 ألف فرنك دفها أهالي صفاقس ضمن الغرامة الحربية التي فرضت بعد الاحتلال وهو ما يعادل حاليا مبلغ 200 ألف دينار. أصبحت تسمى كنيسة سان بيار وسان بول وأمامها ساحة فيليب توما. أثناء الحرب العالمية الثانية دمرت الكنيسة تحت وقع قصف الحلفاء أيام 14 و 30 ديسمبر 1942 ثم يوم 28 جانفي 1943.
تم إعادة بناء كاتدرال جديدة بصفاقس بالاسمنت المسلح وتم افتتاحها سنة 1953.
تحولت الكاتدرال بعد الاستقلال إلى قاعة رياضية متعددة الاختصاصات.
وبمناسبة تظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية 2016 تم إقرار مشروع الكاتدرال إلى مركز ثقافي هام ومكتبة رقمية متطورة.
د. وليد العش. موقع تاريخ صفاقس.