قرقنة : مهرجان الشرفية بأولاد عز الدين .. المعنى الحقيقي للتنمية المحلية والمستدامة
نظمت “جمعية الشبان و العلم بقرقنة” بالتعاون مع “مجمع التنمية الفلاحية بأولاد عز الدين” و “برنامج دعم المجتمع المدني” و “دار الثقافة بقرقنة” الدورة الأولى من مهرجان الشرفية بمرسى أولاد عز الدين منذ يوم الجمعة 2016 إلى غاية اليوم الأحد 4 سبتمبر 2016.
إفتتح المهرجان في اليوم الأول بتنشيط للأطفال وورشات يدوية إلى جانب معرض لصور فوتوغرافية موضوعها “الشرفية”.
ثم تم تقديم عدة محاضرات أهمها تعريف بالسياحة المتضامنة أنموذج مشروع أولاد عز الدين قدمها السيد فتحي بالحاج منسق برنامج دعم المجتمع المدني الذي أكد أن هدف هذه التظاهرة يهدف إلى ضرورة الضغط على الموارد البحرية والبرية بسبب نقص إنتاجية الشرفية، والخوف كل الخوف من ضياع مهارات وموروث حضاري توارثه الأبناء عن الأجداد، وهو ما يجب خلق ديناميكية إقتصادية عبر إحداث وجهة سياحية في قرية أولاد عز الدين عبر إعطاء دخل إضافي للبحار وبذلك يساهم الزائر والسائح في التنمية المحلية وهو معنى التنمية المستدامة.
المحاضرة الثانية كانت مخصصة حول مفهوم الملكية البحرية بقرقنة قدمتها السيدة ابتسام السويسي بن شيخة، حيث عرفت بالمنضومة القانونية للشرافي في جزيرة قرقنة بإعتبار أن قانون الشرافي هو قانون خاص إستثنائي في تونس والعالم. كما بينت مفهوم الملك العمومي البحري الذي يتكون من 3 مبادئي :
– غير قابل للعقلة أو الرهن،
– لا يمكن التفويت فيه،
– لا يمكن اكتسابه بالتقادم من طرف الغير،
وحسب السيدة بن شيخة فإن لكل قانون إستثناء وهو متعارف عليه في القانون في جميع دول العالم، وهذا الاستثناء حظيت به قرقنة عبر هذا النظام الخاص “الشرفية” باعتبرها تقنية صيد تقليدية تصنف ضمن المصائد الثابتة المنظمة بقانون 1994 الخاص بتنظيم الصيد البحري، وهذا القانون يخضع إلى نظام الترخيص المسبق وليس التملك وذلك ما يتنافى تماماً مع منظومة الشرافي في جزيرة قرقنة.
وحسب السيدة بن شيخة فأن نظام التملك الخاص بجزيرة قرقنة صدر بقرار رئاسي سنة 1989 وهو ساري المفعول إلى غاية سنة 2027 ولا يخضع إلى الثلاث مبادئي المعروفة.
أما المداخلة الثالثة فهي تحت عنوان “تثمين التراث المادي واللامادي في جزيرة قرقنة” قدمها الدكتور عبد الرحمان أيوب، الذي أكد على ضرورة تصنيف نظام الشرفية ضمن التراث العالمي بهدف تصنيفها وتسميتها والحفاظ علىها ذات الأهمية الخاصة للجنس البشري.
ومن بين البرامج المهمة في هذا المهرجان، تم تنظيم لقاء لتبادل التجارب حول إشكاليات الصيد التقليدي مع بحارة جربة.
كما تم تنصيب عدة خيمة في قرية أولاد عز الدين فيها ورشات حية على غرار صنع الدرينة و فتل الحبال و تحضير الحصير وكيفية تسلق النخيل مع نادي الرياضات الطبيعية ثم عملية تركيز شرفية.
موقع تاريخ صفاقس