شكري يعيش : تفاديا لما قد يحصل من هروب الإرهابيين من السجون أو تجاوزات أو مآمرات …
موضوع عودة الإرهابيين من بؤر التوتر هو الذي أعاد تحريك مسألة إصلاح المنظومة السجنية في تونس لأنها قديمة متجددة وتزداد تعقيدا وتشعبا خاصة في ضل ما تردد من قضايا تتعلق بالتصرف اللوجستيكي والفساد وخرق للقانون بصفة عامة.
1- في ما يتعلق بالإرهابيين سواء الموجودون بيننا أم الذين سيعودون من بؤر التوتر أقترح التنسيق الجدي مع الدول العربية والإفريقية والأوروبية لمعرفة القائمة الإسمية فردا فردا ومكان تواجدهم نظرا للضبابية الحاصلة عن عددهم الحقيقي.
2- التنسيق مع محكمة العدل الدولية لتبادل المعلومات الخاصة بجرائم الإرهاب والجرائم ضد الإنسانية.
3- إطلاق دراسة خاصة ببناء سجون جديدة خاصة بالإرهابيين تكون بعيدة عن بعضها الآخر وفي أماكن نائية ومعزولة للغاية. وبالإمكان الإعتماد على مواصفات تقنية موحدة بين بلدان شمال المتوسط وجنوبها. ويمكن الإتفاق بين هاته الدول على مراقبة الإرهابيين (أينما تواجدوا) إلكترونيا وعبر الأقمار الصناعية GPS لأن الأمر يتعلق بأمن كل هاته الدول مجتمعة. بحيث على سبيل المثال بإمكان لتونس تتبع تواجد أي إرهابي موجود في السجون البلجيكية وغيرها والعكس جائز وذلك تفاديا لما قد يحصل من هروب أو تجاوزات أو مآمرات…
4- في انتظار بناء هذه المؤسسات السجنية الجديدة يجب التخفيض في العدد الهائل لسجناء الحق العام لتفادي الإكتضاض ولإيواء سجناء الإرهاب.
لذلك يتعين البدء بتصنيف السجناء حسب درجة الخطورة ومنع تجميع أكثر من صنف في مكان واحد. ثم العمل على إيجاد حلول عاجلة وذلك بتخصيص سجن بأكمله لإيواء الإرهابيين مؤقتا بعد نقلة العديد من سجناء الحق العام إلى مؤسسات أخرى تتوفر فيها الإمكانات الدنيا لإقامة إنسانية وتسريح جميع سجناء تناول المخدرات الخفيفة (وليس ترويجها) أو الزطلة والذين بإمكانهم توفير أكثر من 6000 سريرا أو مكانا حاليا لأن هناك طرق أخرى للتقليل من هذه الظاهرة. ثم وبالتوازي يجب التعجيل في محاكمة الموقوفين لتسريح نسبة كبيرة بينهم.
5- إيجاد المرافق الضرورية والتي من أهمها الصحية والحث على الأنشطة الرياضية والثقافية والفنية.
6- تأهيل السجناء الأقل خطورة في أعمال يستفيد منها السجين نفسه كالزراعة في مزارع و حدائق داخلية وأشغال أخرى تكوينية.
7- تعزيز الشراكة بين المؤسسات السجنية والمجتمع المدني و السماح للمنظمات الغير الحكومية والمتطوعين لتقديم برامج إحاطة وعون معنوي للمساجين ومادي للمؤسسات الحاضنة.
8- تأهيل أعوان السجون وتنمية قدراتهم ، رسكلتهم والرفع من مستواهم المادي والمعنوي وتوفير الحماية لهم.
شكري يعيش / نائب مؤسس وقيادي بحركة مشروع تونس
المصدر: جريدة الأنوار التونسية