مهرجان القراطن .. حلم يزهر رغم الصعاب : بقلم أحمد البهلول
قرقنة الجزيرة الهادئة الحالمة، التي تعيش عزلة عن محيطها شتاء و تشكو قلة حظها في التنمية و الاستثمار العمومي، تتحول صيفا إلى مقصد و قبلة العشرات الآلاف من الزوار الباحثين عن سحر البحر و الطبيعة و عن دفىء الترحاب و ثراء المخزون الثقافي. تحت إدارة الإعلامي و الباحث في التاريخ رضا السويسي، انطلق مهرجان القراطن يوم 23 جويلية ليتواصل إلى غاية 05 أوت القادم. الدورة الرابعة من المهرجان تميّزت عن سابقاتها الثلاث بكونها نجحت في تحقيق نقلة نوعية من المحلية إلى العالمية حيث نجح المهرجان في تحقيق الانفتاح على محيطه الإقليمي و المتوسطي على مستوى الضيوف و المضامين المقدمة. مهرجان القراطن، الذي يحتفي بثقافة الجزر و ثراء مخزونها الحضاري المادي و اللامادي، يحاول رغم تواضع الإمكانيات المادية نحت هوية ثقافية ذات خصوصية، وسط ما يعيشه المشهد الثقافي من تكرار و نمطية. بين تعريف بالفنون التراثية و الأكلات الشعبية، و بين احتفاء كرنفالي بالأنشطة الجزيرية البحرية، تسعى إدارة المهرجان إلى الترويج لصورة ثرية متكاملة عن جزيرة قرقنة تعزز مكانتها كوجهة سياحية داخلية و خارجية. خطوة يرجى منها أن تحرك السلطات العمومية حتى تلتفت بأكثر جدية للملف التنموي بالجزيرة التي تعيش خلال بقية الفصول عزلة عن محيطها ويشكو سكانها نقصا في تأمين الخدمات الحيوية و الضرورية اليومية. مهرجان القراطن و إن كان منطلقه حلما آمن به مثقفون غيورون على الجزيرة و تراثها، فإن تواصل إشعاعه و تجذره في المشهد الثقافي يستدعي أن تنخرط فيه مختلف الفعاليات المدنية و الرسمية من سلط جهوية و مجتمع مدني و رجال أعمال تحقيقا لتنمية ثقافية هادفة و مستديمة بالجزيرة
أحمد البهلول