لخبطة في تصميم المدينة الرياضية بصفاقس : بقلم المهندس المعماري محمد كريشان
امتد الحديث عن المشاريع الرياضية بمدينة صفاقس على ما يقارب الست سنوات وقد تجند في الأثناء ثلة من رجال الأعمال لترشيح المدينة لتنظيم العاب البحر الأبيض المتوسط لسنة 2021 , هذا الحدث الرياضي الهام الذي من شانه أن يعود على المدينة وأهاليها بالفائدة.
لذلك فتحت مناظرة لتهيئة المدينة الرياضية سنة 2009 آلت فيها النتيجة ” كالعادة ” إلى مهندس معماري معروف بانتمائه إلى النادي الرياضي الصفاقسي كان قد عُيَِّن سابقا لتصميم مركب النادي وبالتحديد سنة 1998 . غير أننا فوجئنا أيضا بتكليفه من قبل رجال الأعمال بالمدينة بتصميم مختلف الأمثلة الهندسية للملاعب الرياضية والقاعات المغطاة وغيرها من المرافق, بل وتم عرض بعض ” تصاميمه ” على اللّجنة الدولية المكلفة بزيارة المدينة مؤخرا ,وهذا ما نعتبره خلطا في المهام أولا وتجاوزا خطيرا لِمبدأ تكافؤ الفرص ثانيا . فالزميل وائتلافه المكلَّف, له صلاحيات محدودة متمثلة في التهيئة دون غيرها بعيدا عن التصاميم التي وجب أن تفتح في شأنها – بعد الموافقة على مثال التهيئة – مناظرات أخرى بعضها خاص بالملاعب المعشبة ,والبعض الآخر متعلق بالقاعات متعددة الاختصاصات ويشارك فيها جميع المهندسين المعماريين المرسَّمين بجدول عمادة المهندسين المعماريين ,وتعود بالنظر إلى وزارة الشباب والرياضة ووزارة التجهيز لا إلى “رجال الأعمال”.
اني أتوجه بخطابي هذا إلى رئيس النيابة الخصوصية ببلدية صفاقس بعدم الانسياق وراء هذه الخروقات الخطيرة والتورط مع بعض “رجال الأعمال” . و النظر في الصفقات المشبوهة أضرَّت بالمدينة وآخرها تعشيب ملعب “الطيب المهيري” وما انجر عنها من إهدار للمال العام .كما ادعوه إلى أن يقف على نفس المسافة من كل المتدخلين في هذا القطاع الحساس و أن يلتفت إلى مسالة البناء الفوضوي والذي أفقد المدينة جماليتها وأوقعها وساكنيها في مشاكل لا تنتهي أهمها اختناق حركة المرور. وشخصيا لا أرى متسبِّبًا فيها غير ” بعض “رجال الأعمال ” وجشعهم الذي لا ينتهي.
كما أوجه ندائي هذا إلى السادة رئيس عمادة المهندسين المعماريين ووزير الشباب والرياضة ووزير التجهيز وكل جمعيات المجتمع المدني كي يتدخلوا لغاية توفير الفرص للجميع لإثبات قدراتهم وتقديم تصوراتهم للمشروع ضمن مبدأ المنافسة الشريفة وتكافؤ الفرص . داعيا إياهم إلى أخذ التدابير اللازمة لإنجاح مشروع انجاز المدينة الرياضية بصفاقس بعيدا عن المحاباة والترضيات.
ملاحظة : إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة اطلاقًا من جرّائها