الفنان عيسى حراث : التيار البعثي وراء عملي في الحضائر
عيسى حراث من الممثلين القلائل، الذين يحضون بشعبية كبيرة لدى الجمهور إذ تعود التونسيون على حضوره في مختلف الأعمال الفنية بداية بالمسرح والسينما إلى شاشة التلفزيون. قدم العديد من الأدوار والمسلسلات والأفلام على غرار فيلمي «عصفور سطح» و»قوايل الرمان» ومسلسلات «ماطوس» و»قمرة سيدي المحروس» و»الدوار» و»من أجل عيون كاترين» . لعيسى حراث مشاركات في أفلام أجنبية وعدد مهم من المسرحيات التونسية، مسيرته انطلقت مطلع السبعينات مع العديد من الفرق المسرحية التونسية والعربية فله أكثر من خمسين عملا فنيا ومع ذلك وحين اشتد كساد الدراما لجأ هذا الفنان القدير للعمل في “الحضائر”.
تدهور حالته الصحية مؤخرا كان مّادة لعدد من وسائل الاعلام ..عيسى حراث حدثنا عن هذه الأزمة في لقائه مع «الصباح الأسبوعي»، وعن ذكرياته وتطلعاته في عالم الفن الذي يعتبره رئته ومتنفسه.
أولا حمدا لله على سلامتك وكيف حالك الآن؟
– شكرا على الاستضافة وأنا في تحسن وما مررت به كان مجرد مرض عادي ولم يستوجب هذه الضجة الإعلامية الكبيرة.
أشارت عدد من وسائل الاعلام في وقت سابق إلى أن وزارة الثقافة تتحمل مسؤولية مرضك
– هذا غير صحيح فوزارة الثقافة ليست بالبقرة الحلوب، التي يقوم بحلبها كل المثقفين فالدعم موجود وإذا أوكلنا كل شيء للوزارة يصبح الفنان يعيش في تخاذل وكسل… الناس جميعا يمرضون والوزارة لا تتحمل جميع المشاكل وجميع آهات الفنانين.
بعيدا عن وزارة الثقافة والألم كيف تنظر اليوم إلى تجربتك الدرامية والمسرحية؟
– لا يمكنني أن أقيّم مسيرتي فالمتفرج هو من يقيمها وما تم سابقا ذهب إلى حال سبيله ولا يمكنني أن أعود للماضي فأنا دائما أبحث عن الجديد المبتكر ولكل عمل نكهة خاصة ولكننيلست راض بما فيه الكفاية عن مسيرتي فلا زلت أبحث عن الدور الذي سأفجر به طاقتي الإبداعية ليخدم الإنسانية.
بحكم تجربتك الدرامية التي يناهز عمرها الخمسين سنة، كيف تقرأ الدراما التونسية؟
– لكل حقبة زمنية تاريخها ولكل جيل تجربة خاصة به وتبقى الدراما التونسية في طريقها لتبحث عن الاستقرار والدراما كجل المجالات تتأثر بالمناخ الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وأطمح أن تتحسن أوضاع الدراما فمسلسل «الدوار» كان البداية الحقيقية للدراما التونسية والمشكل أنه لا يمكننا أن نخلق قوانين للفن فالفن خلق حرّا ويجب أن يكون حرا.
كيف يتقمص عيسى الحراث أدواره؟
– باختصار عندما تقدم لى الشخصية التي سأقوم بأدائها أطلب من المخرج أن يمكّنني من قراءة كامل العمل أكان فيلما أو مسلسلا أو مسرحية ومنه أرى كيف ستكون الشخصية التي سأتقمصها.
فأنا أعيش داخل الدور وأنهل من تقاليدي وحياتي الشخصية وحتى العائلية لذلك تراني دائما أقوم بالأدوار الشبيهة بالإنسان الريفي باستثناء بعض الأدوار، التي مثلت فيها على غرار فيلم «الحلفاوين» وقد اجتهدت في أداء هذا الدور بمجالستي كل يوم لأشخاص، يبيعون الخمر ويتميزون بالقوة والصلابة.
قيل أنك عملت في البناء؟
– بالفعل فقد عملت «عامل بناء» وفي الفلاحة وفي صنع الحلويات لما كنت بالموصل في العراق في فترة السبعينات وخاصة بعد إلغاء العقد، الذي كان يربطني بالفرقة المسرحية العراقية حيث أراد الكثير منهم أن أكون منخرطا في التيار البعثي ولكنني رفضت ذلك وكانت عاقبته الاستغناء عني.
بحكم مشاركتك في أعمال أجنبية ما الفرق بين الدراما التونسية والأجنبية؟
– الأعمال الأجنبية هي القوة والإبداع والابتكار من جميع النواحي أكان ذلك لوجيستيا أم على مستوى المردود المّادي بينما الأعمال التونسية يسودها نوع من الكسل وقلة الامكانيات.
صفاقس عاصمة للثقافةالعربية لسنة 2016 كيف تقرأ هذا الحدث؟
– أقولها بصراحة إن صفاقس لها أهالي طيبين وقد تخرجت منها العديد من الأجيال وبالنسبة لهذا الحدث الثقافي فالرؤية لا تزال غير واضحة وخاصة أنه لم يبق على هذا الحدث إلا القليل.
ختاما لك الكلمة
– قلة العمل في مجال التمثيل أنهكتني وقد سببت لي الألم والمرض فالدراما هي الرئة التي أتنفس بها علما وأنني للسنة الرابعة على التوالي لم أتلق اي عرض من أي مخرج كان.
علي البهلول / الصباح