بقلم حاتم الكسيبي : ملعب الطيب المهيري.. هكذا سمّاه الأجداد
راج هذه الأيام خبر مفاده الدعوة لتغيير اسم ملعب الطيب المهيري لكرة القدم ليصبح ملعب حمادي العقربي كما أخبرت بذلك جريدة الصريح في عددها ليوم 27/10. لست أدري إن ارتقى هذا الأمر إلى مطلب عُرض أو سَيُعرض على المجلس البلدي المنتخب أو مجرد “شهوة” تركتها النيابة الخصوصية السابقة أو خبر يقين يسعى البعض للكسب السياسي منه فيجعله موضوع الساعة في صفاقس ولا ننتبه الى ما يعيق الحياة اليومية في مدينتنا من أشغال و مستنقعات بقايا الأمطار و مقسم أ23 وغيرها.
أمّا الطيب المهيري رحمه الله فهو محام تونسي ناضل ضد الاستعمار فسجن ثم كان أول وزير داخلية لتونس الاستقلال. لقد حمل الملعب قبل الاستقلال اسم المستشار الفرنسي هنري كودرك وبات من الواجب على جيل الاستقلال تغيير اسمه لينسجم مع طموحات شعب حر. لعلّ اطلاق اسم الطيب المهيري على ملعب صفاقس لا يعدو أن يكون سوى عرفانا بالجميل والتقدير لمن بذل من أجل تونس. كذلك يحدث في كافة الدول فتطلق أسماء مناضليها و سياسييها و أدبائها و مثقفيها و أبطال تاريخها على الأنهج والشوارع والمركبات الرياضية والثقافية.
لكنّ حمادي العقربي أبقاه الله بصحة وعافية له فضل كبير على النادي الصفاقسي ابرز نوادي الجهة و على المنتخب التونسي إذ لا تكاد تفارقنا ملحمة الأرجنتين وصولاته وجولاته ضد المكسيك والألمان. أضف إلى ذلك، ذاك الوجه المبشر المتبسّم على الداوم حتى أنّك لا تكاد تجد في صفاقس من يشكوك حمادي أو يوجّه له عتابا أو لوما. الرّجل معروف بدماثة الأخلاق و طيبة القلب حتى سبقت شهرته الرياضية وصار علما مرفوعا في هذه المدينة فاستحق ذاك النصب التذكاري المقابل للملعب.
الحلّ إذا لا ينبني على نكران فضل الماضي ولا يمكن أن يقود إلى ظلم الحاضر بل وجب التوفيق بين الاستجابة لتطلعات معجبي حمادي وهم في صفاقس بمئات الآلاف و احترام تاريخنا و ماضينا. هكذا يقترن الملعب الرياضي باسم الطيب المهيري و يطلق اسم حمادي على مشروع المدينة الرياضية. صفاقس تحتاج إلى أكثر من ملعب وقاعة و تحتاج مسابح و منشآت رياضية لصقل مواهب الشباب الذي تهدده كل يوم آفة الحرقة و إجرام الإرهاب و معضلة التهريب. الملعب ذاته يحتاج إلى توسعة ترتقي إلى مستوى سبورته اللامعة الجديدة فتصبح طاقة استيعابه تفي بغرض متتبعي نجاحات النادي ويجهّز بعدد من كاميرات التصوير من مختلف الزوايا فيستمتع المشاهد بمتابعة المباريات المقامة على عشبه.
بقلم حاتم الكسيبي