بقلم وسيم الزواري : 2019 هل يكون لصفاقس رجالات باستطاعتهم لعب دور حقيقي في سياسة البلاد ؟
مدينة صفاقس وكر الزعماء وفضاء ولادة الذكاء وعقلية ادارة المؤسسات و الشأن العام وخلق الزعامات في ماضي كان شاهد على زعماء مروا من صفاقس وخطوا سطور في تاريخ تونس الحديث وحتى البعيد منه ولكم في فرحات حشاد مليون سطر في تاريخه النضالي والنقابي يقدم نقاوة النضال وحنكة الادارة وحسن التوجه.
في الهادي شاكر حسن الخصال وعقلية السياسي وروح الوطنية والعطاء وفي الحبيب عاشور صدق الكفاح والطرح النقابي والدفاع عن حقوق العمال وبناء قلعة النضال وتأسيس العمل النقابي الحر وولوج العالمية وافتكاك ادارة الشأن العمالي لتعود صفاقس اليوم خارج كفاءات تتصدر الادارة السياسية وحتى النقابية منها .
خارج العمل الحزبي في نفور تام للعمل السياسي وكأنه العقم القيادي وخوف من العمل الحزبي لتدور رحى النفوذ وتغيب صفاقس من القيادة وتنصهر في هروب الريادة .
يركب الساسة هذه الجهة وتركب الاحزاب على راس المال تستعمله اداة لكسب الاصوات وصناعة الهياكل لتكون فضاء لتمويل هذه الاحزاب وتزكية القيادات من خارجها والهروب من زمام الدولة وتقديم اسماء ضعيفة في ادارة الشأن وقوة المقترح وتبقى صفاقس في خانة التهميش والهروب من الدخول في الفعل السياسي الحقيقي الذي يصنع تمثيلية المدينة بأبنائها الاحرار وكفاءاتها الكثيرة والمتعددة .
صفاقس داخل مجلس نواب الشعب وعلى راس الوزارات وإدارة الدولة تكاد تكون غائبة وصوتها مضمحل و لنقول حان الوقت وحان وفرض التواجد وأصبح ضروري لمسك سلطة القرار لجهة تعتبر هي المحرك الحقيقي في صناعة التنمية وخلق مواطن الشغل وإعلاء ارقام الانتاج وصدارة الاقتصاد .
لابد من استفاقة حقيقية تخرج المدينة ورجالاتها من سلبية الفعل السياسي الى افتكاك زمام الامور والتواجد في اعلى هرم للسلطة لتكون رقم حقيقي فاعل في قلب الموازين وكسب رهان تغيير المدينة وانتشالها من التهميش وتخفيف الاحتقان خارج الجهوية وما يتهمون به المدينة لتقصيب اجنحتها وحرمانها من المشاريع .
ما يدور اليوم في حق هذه المدينة دليل على ما نقدمه من خلال هذا المقال، فمنذ 2011 لم تنعم صفاقس حتى بمشروع واحد تنموي حقيقي فكلها مقترحات ودراسات لم ترى على ارض الواقع نموها او طرحها .
لابد من قوة حقيقية تعيد صفاقس الى مجرى التاريخ لتقدم قيادات حقيقية تكون في هرم السلطة تصنع القرار وتغير الوطن نحو النهوض والاستفاقة بعقلية اهالي المدينة اللتي تنتعش بروح الخلق والابتكار والطاقات الشبابية المتصدرة رؤوس المؤسسات والاقتصاد والإنتاج والأرقام تحكي واقع تونس وقوة صفاقس في صناعة الثروة ومساهمتها في تمويل خزينة الدولة واستمرار ثقافة العمل في اهلها ومحيطها واعتلاء الصدارة في حصد معدلات التعليم وتطور مؤسساتها .
2019 هل يكون لصفاقس رجالات باستطاعتهم لعب دور حقيقي في سياسة البلاد وفرض قوة المقترح وتقديم زعامات شبابية لتولي لاحق تونس القادم وانتشالها من الوضعية السياسية الراهنة . … ؟؟؟
بقلم وسيم الزواري