صفاقس: الإجماع على ضرورة سن قانون يكفل حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة
أجمع المتدخلون خلال أشغال الندوة العلمية حول الإعاقة التي انتظمت، اليوم الثلاثاء، بقاعة الافراح والمؤتمرات ببلدية صفاقس في اطار الملتقى الأول للدكتور محمد أنور عشيش للجمعيات والمتدخلين في مجال الاعاقة، المقام من8 إلى 10 أفريل الجاري بمدينة صفاقس، على ضرورة إيلاء أهمية قصوى لملف ذوي الإعاقة وسن قانون يكفل حقوقهم وليس حمايتهم.
وفي مداخلتها حول حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بين الموجود والمنشود، ذكرت الحقوقية، درة والي بن جنات، أن الترسانة القانونية في تونس لفائدة ذوي الإعاقة باتت حبرا على ورق وان الفصل 48 من دستور 2014 للجمهورية الثانية لا يضمن لذوي الاحتياجات الخصوصية التمتع وممارسة حقوقهم كاملة.
وأكدت المتدخلة، ان النصوص القانونية لا تكفي لضمان حقوق ذوي الإعاقة بل يكفي سن قانون واحد يكفل حقوقهم وليس حمايتهم، مقترحة في هذا السياق النسج على منوال الاتفاقية الأممية لفائدة ذوي الإعاقة وإحداث تمثيلية حقيقية للمعاقين في المجالس البلدية ورئاسة الحكومة والبرلمان ورئاسة الجمهورية من أجل تمكينهم من المشاركة في صنع القرار.
من ناحيته، شدّد عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان، ابراهيم بن صالح، على ضرورة جعل ملف ذوي الإعاقة ضمن اولويات الهيئة الإدارية للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان والجهات الرسمية والمدنية في البلاد التونسية.
من جانبه، أكد رئيس فرع صفاقس الجنوبية للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان، نعمان مزيد، على ضرورة القيام بإصلاحات هيكلية في جميع المرافق العمومية لتسهيل خدمات المعاقين وتمكينهم من حقوقهم المدنية باعتبارهم جزءا لا يتجزأ من المجتمع.
وفي هذا الإطار، أقر رئيس بلدية صفاقس، منير اللومي، في مداخلة قدمها بالمناسبة، بوجود تقصير إزاء ذوي الاحتياجات الخصوصية، لذلك فإن البلدية تعتزم على إنجاز مصعد في قصر بلدية صفاقس وممر خاص بقاعة الافراح والمؤتمرات لبلدية صفاقس لفائدة هذه الفئة إضافة الى القيام بتهيئة هيكلية وعمرانية في بقية المرافق العمومية لتسهيل تنقلهم وقضاء خدماتهم.
من جهته، أكد رئيس جمعية “لاباس” والمختص في الأمراض النفسية، سمير العيادي، أن الثقافة والمعرفة حق للجميع وعلاج نفسي باعتبار داخل كل شخص توجد إعاقة يجب أن تعالج عبر الثقافة، وفق تقديره.
وبدورها، شددت الأستاذة المبرزة في طب الأنف والاذن والحنجرة، إلهام شرف الدين، على دور اللعب والرفاهية لفائدة ذوي الإعاقة وحقّهم في التشغيل والحماية المهنية والتغطية الاجتماعية، معتبرة أن العجز يكمن في النفوس وليس في الاجساد والأذهان.
وفي مداخلة حول الخصوصيات النفسية والاجتماعية لذوي الإعاقة وفن التعامل معهم، أكدت رئيسة قسم الأمراض النفسية بمستشفى الهادي شاكر بصفاقس، جواهر المصمودي، على ضرورة تجنب معاملة الشفقة والاستغراب إزاء ذوي الإعاقة واشعارهم بالعجز وسوء الانتماء داخل المجتمع.
وتمحور النقاش خلال هذه الندوة العلمية، التي سجلت غياب المدير الجهوي للشؤون الاجتماعية، حول الاشتغال على التربية النفسية، وثقافة قبول الأشخاص ذوي الإعاقة، ودور المجتمع المدني في هذا الشأن، وضرورة احداث خلية تعنى بعائلات ذوي الإعاقة، وإيجاد قاعدة بيانات يتم الاشتغال عليها لضمان السلامة المرورية لذوي الإعاقة، وتفعيل حوكمة مجندرة تضمن حقوق الأقليات واحترامهم في المجتمع سيما منهم الأشخاص ذوي الإعاقة.
يذكر أن ملتقى الدكتور محمد أنور عشيش للجمعيات والمتدخلين في مجال الاعاقة الذي بادرت بتنظيمه بلدية صفاقس بالشراكة مع جمعية “لاباس” وفرع صفاقس الجنوبية للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان، والرابطة الجهوية لرياضة المعوقين تضمن في برنامجه معرضا للجمعيات والمتدخلين في مجال الاعاقة أمس واليوم بشارع الهادي شاكر، وندوة علمية حول الإعاقة اليوم والتي تخللها تكريم للمرحوم الدكتور محمد أنور عشيش وذلك في شخص زوجته، ويوم رياضي لذوي الإعاقة يوم غد بقاعة الرياضة محمد علي عقيد.
المصدر: وات