مجرّد رأي : صفاقس مظلومة ومقهورة والأهالي أعلنوا الغضب والنزول للاحتجاج
كلّ مقيم بهذه المدينة يحسّ بالظلم والقهر جرّاء الإهمال والتهميش الذي طال كافة المجالات حيث لم تشهد الجهة أيّ انجازات تهمّ حياة المتساكنين منذ عقود من الزمن عندما كانت تعدّ 300 مائة ألف ساكنا في حين تشير الإحصائيات أنّ هذا العدد تضاعف ثلاث مرّات في السنوات الأخيرة .
شعب هذه المدينة يرغب في ” تنفّس هواء ربّي ” يرغب في إنهاء كارثة التلوّث والنتيجة مماطلة ووعود من الحكومة وإيجاد أنصاف حلول مشكوك في الالتزام بها …. شعب يعشق الكرة ومتيّم بحبّ ناديه غير قادرا على متابعته نتيجة طاقة استيعاب الملعب الذي بقيت لا تتجاوز 10 آلاف مقعدا … مدينة كبرى بهذا الحجم لا تضمّ سوى مستشفيين جامعيين يرزحون تحت طائلة المشاكل الإدارية وفيتو الاتحاد التونسي للشغل وشكاوي الأطباء من الازدحام ونقص التجهيزات الطبّية … ثاني مدينة بعد العاصمة ومطارها لا يتجاوز مساحة مطار طبرقة الذي لا تتعدّى فيه الحركة الى عشرات السفرات سنويا …. مدينة ساحلية وسكّانها محرومة من البحر الذي تلوثّ نتيجة النفايات الملقاة من شركة “ن.ب.ك ” خلال الستينات والسبعينات وأصبحت العائلات تتنقّل الى الولايات المجاورة للاستمتاع بالبحر خلال الصيف أو شاطئ الشفّار الذي يبعد 30 كلم عن وسط المدينة … إذا كنت من رواد السينما فصفاقس تفتقر لقاعة واحدة حديثة وقادرة على عرض الأفلام إذا كنت من رواد المسرح فصفاقس لها مسرحا من عهد الاستعمار وهو اليوم في حاجة إلى صيانة وطاقة استيعابه لا يتجاوز ألف مقعد اذا كنت من هواة الرسم والشعر فلا تجد بهذه المدينة فضاءات لمثل هذه الأنشطة … مدينة كبرى بإرثها التاريخي وليس بها متحفا لائقا يتماشى وحجم آثارها رغم نداءاتنا المتكرّرة لتحويل مقرّ الولاية القديم ليصبح متحفا جهويا … اذا كنت ترغب في متابعة أخبار جهتك على القناة الوطنية ففريق وحدة الانتاج التلفزي لا يغطّي سوى أنشطة الاتحاد وبعض الأحداث المتفرّقة والتي لا تشغل بالنا … مدينة يستيقظ شعبها على غضب جرّاء التنقّل فاستعمال وسائل النقل العمومي خيار يتجنّبه العديد نتيجة إضاعة الوقت في الانتظار المملّ .. أمّا استعمال السيّارة الخاصة فعليك التحكّم في أعصابك نتيجة وضع الطرقات والازدحام وعدم التقيّد بقانون السياقة و” تبوريب ” بعض الشاحنات والعربات في الوقوف كما يحلو لهم في وسط الطريق … أثناء العطل لا تبحث أين ستقوم بجولة مع أطفالك باستثناء حديقة التوتة التي بقيت الملاذ الوحيد فلا مدينة ألعاب ولا منتزهات فسيحة ولا أمكنة يمكن لك استغلالها للترفيه ( حديقة البلفيدر بتونس وقع تأهيلها مجدّدا ووقع ضخّ أموالا طائلة لصيانتها ) اذا كنت ترغب في جولة بوسط المدينة فالبداية تنطلق مع مجموعات الباندية الذين تقاسموا أنهج وشوارع صفاقس بزعم حراسة السيارات ثمّ باستثناء المقاهي وازدحامها ليس هناك ما يمكن لك مشاهدته سوى قضاء بعض الحاجيات.
أهالي صفاقس أعلنوا الغضب وأعلنوا الاحتجاج والنزول إلى الشارع بقوّة للمطالبة بحقّهم العيش في بيئة سليمة وفق ما نصّ عليه الدستور التونسي وغلق كارثة الموت ” مصنع السياب ” الذي يعتبر القضية الجوهرية والعائق الرئيسي لكلّ مجالات التنمية …تحرّك الأهالي ينبع من سياسة التهميش والمماطلة التي تمادت لعقود من الزمن تجاه هذه المدينة وأجمعوا على التعاون والانسجام من أجل استحقاقاتها المعطّلة رغم اختلاف انتماءاتهم وألوانهم الحزبية شعارهم الغيرة ورؤية مدينتهم في أفضل حالاتها واستشعروا المكائد فأعلنوا الغضب ورفضهم انكسار صفاقس تحت أقدام من لا يريدون لها خيرا .
بقلم محمد الحمامي