تاريخ مدينة أكولا
تقع أكولا على ساحل الوسط التونسي بين صفاقس و المهدية و تتبع إداريا ولاية صفاقس التي تبعد عنها 45 كم و تبعد عن اللوزة 6 كم شمالا و تعرف كذلك ببطرية.
تم تأسيس مدينة أكولا (Acholla) حوالي القرن الرابع ق.م. من طرف مهاجرين قدموا من جزيرة مالطة، بتأييد من القرطاجيين. وخلال العهد البوني، اعتمد سكانها على اللغة والعادات والتقاليد الفينيقية. كما عرفت المدينة صك العملة المأخوذة عن القرطاجيين، وهو ما تؤكده القطع النقدية التي كشفتها الحفريات، وهي التي تحمل صورة رأس الإله القرطاجي بعل حمون يحمل تاجا من الريش، إلى جانب العثور على نصب تذكارية للآلهة الفينيقية تانيتو يعتبر البعض أن تانيت هي من الآلهة الأمازيغية .
خلال الحرب البونيقية الثالثة، التي امتدت بين عامي 149 و146 ق.م.، وقفت مدينة أكولا إلى جانب روما في حربها ضد قرطاج. وبعد تحطيم قرطاج، أصبحت أكولا مدينة مستقلة. كما تحالف سكانها مع الامبراطور الروماني يوليوس قيصر عندما نزل عام 46 ق.م. بشمال إفريقيا في حربه ضد يوبا الأول، ملك نوميديا (غرب تونس وشرق الجزائر حالياً). وعندما استقر هذا الإمبراطور الملقب عصرئذٍ بـ«ملك البحر» بجزيرة قرقنة، استفاد سكان أكولا من هذا الحدث واستثمروه لتطوير تجارتهم البحرية، رغم المنافسة التي كانت تعيشها أكولا مع بقية المدن المجاورة، مثل حضرموت ولبدة، لتشهد مزيداً من النجاحات خلال القرنين الأول والثاني الميلاديين.
اعتنقت المدينة المسيحية في القرن الرابع و بعد الفتوحات الإسلامية تم تحصينها و أصبحت تسمى بقصر بطرية.