صدر أخيراً : هل ستصبح صفاقس حاضرة متوسطية مستدامة في آفاق سنة 2040 ؟
شهد التاريخ القديم و الوسيط والمعاصر لتطور مدينة صفاقس نشر العديد من الكتب ، ذات الجودة العالية، خلال السنوات الأخيرة ، من قبل المؤلفين الذين استثمروا جهودا في البحث والتحقيق جديرة بالثناء. إلا أن مستقبل تطور صفاقس لم يثر فضول الكتاب ، رغم انه مجال يترك الباب مفتوحًا على مصراعيه لإجراء الدراسات الاستشرافية والمستقبلية لصفاقس الغد. في هذا السياق تم إعداد هذا الكتاب حول مستقبل تنمية صفاقس لآفاق سنة 2040 الذي يعتبر مساهمة فعالة لفتح نافذة على مستقبل المدينة ورسم معالم التطور المنشود لصفاقس في المستقبل.
يستند هذا الكتاب ، حول التخطيط الاستراتيجي والتنمية المستدامة ، إلى التجربة الرائدة لصفاقس ، ثاني أكبر قطب عمراني في تونس الذي أصبح ، على مدار العشرين عامًا الماضية ، مختبرًا للتجارب في مجال التفكير الاستراتيجي و التنمية المستدامة. مع العلم ان كل الاستراتيجيات التنموية التي تم إعدادها هي نتيجة مبادرات محلية بحتة تهدف إلى الارتقاء بصفاقس إلى مرتبة حاضرة متوسطية مستدامة.
ما هي الدوافع الأساسية التي دفعت السلطات المحلية في صفاقس إلى إستعمال أدوات مبتكرة للتخطيط الترابي؟ هل شجع السياق الوطني والدولي ظهورهذا المفهوم الجديد لاستراتيجية تنمية المدن؟ ما هي السياسات المعتمدة على الصعيدين العالمي والوطني لتعزيز التنمية المستدامة؟ كيف تم تعريف هذا المفهوم الجذاب على ما يبدو للتنمية المستدامة ؟ كيف نفذت صفاقس استراتيجيات التنمية المستدامة؟ ما هي النتائج المسجلة من عملية إعداد الإستراتيجيات التنموية و مدى فاعلية التنفيذ والمراقبة والتقييم لهذه الاستراتيجيات. لقد حاول هذا الكتاب تقديم الإجابات على كل هذه الأسئلة.
أما السؤال المركزي لهذا العمل فهو مختزل في عنوان الكتاب: هل ستصبح صفاقس حاضرة متوسطية مستدامة في آفاق سنة 2040؟ يهدف هذا العنوان الواضح والدقيق ، الذي ينسبه مؤلفه الدكتور رياض الحاج طيب إلى كتابه في شكل استفهام ، إلى لفت الأنظار وفهم الموضوع في لمح البصر ، وجعل القارئ يرغب في قراءته. إنه عنوان استفزازي ومحفز للفكر وهو مناسب تمامًا للتفكير الإستشرافي للتنمية المحلية في صفاقس.
يدعو المؤلف القارئ إلى رحلة مشوقة عبر الزمن للتعرف على خصوصيات التطور العمراني و الإقتصادي لصفاقس. في البداية يعرض تحليل وضعية التنمية بصفاقس منذ فجر هذا القرن. بعد ذلك ، يقوم بتحليل الواقع الحالي للتنمية و إشكالياتها ، وأخيراً ، يستكشف إعتمادا على تفكيراستشرافي مستقبل صفاقس المؤمول خلال العشرين سنة القادمة. و بذالك تم استفاء المراحل الزمنية الثلاثة (الماضي والحاضر والمستقبل) للتفكير الاستراتيجي الذي تم تطبيقه على صفاقس كمدينة و كجهة.
يتكون الكتاب من جزئين. يحتوي الجزء الأول على بسطة عامة حول السياسات الدولية والوطنية وتقييم الإنجازات في مجال التنمية المستدامة. فقد تم تقديم الإطار المؤسساتي للسياسة الوطنية للتنمية المستدامة في تونس ، وعلاقتها بالمستوى العالمي وانعكاسها على المستويين الإقليمي والمحلي. كما تم تقديم الإنجازات الوطنية في مجال التنمية المستدامة للبلاد من منظور نقدي . وأخيرا تم تقييم الأدوات التقنية المستخدمة في مجال التخطيط الإستراتيجي لتنمية المدن في تونس و مدى نجاعتها في الإرتقاء بالتنمية المحلية وجودة الحياة للمتساكنين.
أما الجزء الثاني فقد تعلق بعرض تجارب صفاقس في مجال استراتيجيات التنمية المستدامة علي المستويين المحلي و الجهوي من خلال إبراز طريقة و مراحل إعدادها إلى جانب تحليل النتائج المسجلة وآثارها على التنمية المحلية مع إبراز العوائق التي حالت دون تجسيمها بالنجاعة المطلوبة على أرض الواقع. و قد أستاثر التفكير الاستشرافي المتعلق بمستقبل صفاقس في أفق 2040 حيزا من الإهتمام حيث تم تقديم أفكار و مقترحات تأخذ في الاعتبار الإصلاحات الجارية التي تقوم بها الدولة التونسية للمضي قدمًا على طريق اللامركزية واللامحورية والحكم الرشيد و من شأنها النهوض بصفاقس لتحولها حاضرة متوسطية ذات تنمية مستدامة .
إن انتقال صفاقس من الوضع الحالي المتميز بالتنمية غير المستدامة المكلفة وغير الفعالة إلى حاضرة متوسطية ذات تنمية مستدامة في المستقبل ممكن بفضل تنفيذ خططها الاستراتيجية التنموية حيث تتمتع صفاقس بكل الإمكانيات لتصبح في العقود القادمة نموذجًا جيدًا للتنمية الشاملة والمستدامة لمدن تونسية وإفريقية وحتى متوسطية.
هذا الكتاب ذو القيمة الكبيرة في مجال التخطيط الاستراتيجي و الإستشرافي لصفاقس يعتبر سعره في المتناول ( 30 دينارًا فقط ) . و قد تم إعتماد استراتيجية اتصال محفزة تهدف إلى ضمان نشرالكتاب على نطاق واسع وهومخصص لعامة الناس وخاصة المهتمين بالتنمية المستدامة في صفاقس. و يعد هذا الكتاب أيضًا مرجعًا جيدًا للطلبة / الباحثين في مجال التطوير الاستراتيجي و التخطيط الإستشرافي وكذلك بالنسبة للجماعات المحلية لتكون مصدر إلهام لها في تطوير استراتيجية التنمية الخاصة بها. وهو متوفر ابتداءً من الأربعاء 19 أوت 2020 بمكتبة القطي ، طريق تنيور كم 1 صفاقس.
مؤلف الكتاب الدكتور رياض الحاج طيب خبير اقتصادي / مخطط مدن. اكتسب خبرة كبيرة في التخطيط خلال فترة عمله في وزارة التنمية والتعاون الدولي حيث شغل منصب مدير تخطيط المدن والتنمية المحلية. وهو المدير العام لبلدية صفاقس المسؤول عن المصالح الفنية ثم المشاريع العمرانية الكبرى متخصص في التنمية المحلية والتخطيط الاستراتيجي