هل يكافح الفيتامين “د” فيروس كورونا؟
لا تزال فعالية الفيتامين “د” في محاربة فيروس كورونا موضع خلاف ومناقشة، ففي حين يثق بعض الأطباء بفعاليته كعلاج، يعتقد البعض الآخر أنّه مضيعة للوقت.
وقد أفادت دراسات بأنّ وجود مستويات كافية من الفيتامين د، الذي يتم إنشاؤه في الطبقات السفلية من الجلد من خلال امتصاص أشعة الشمس، يلعب دوراً رئيسياً في عمل المناعة ويقلل من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، لكن الاستنتاجات لا تزال موضع خلاف، وما من توجيهات رسمية لهذا الأمر بعد.
فعندما قدمت وحدات الغدد الصماء والجهاز التنفسي في مؤسسة NHS التابعة لمستشفيات، نيوكاسل أبون تاين، توصية غير رسمية للأطباء لوصف فيتامين د، اعتبُر القرار غير اعتيادي.
ويقول في هذا السياق، الطبيب ريتشارد كوينتون، في مستشفى رويال فيكتوريا في نيوكاسل، لصحيفة “الغارديان” البريطانية: “كان رأينا أنّ هذا العلاج آمن للغاية، وأزمة كورونا كبيرة لدرجة أنّه ليس لدينا من وقت للمناقشة”.
في مارس/ آذار الماضي، فحص علماء في الصحة الأدلة الموجودة في الدراسات، وقرروا أنّه لا يوجد ما يكفي منها للبناء عليها. ولكن في إبريل/ نيسان، قال العشرات من الأطباء لمجلة الطبية البريطانية، إنّ تحسين نقص الفيتامين د في الجسم “خطوة آمنة وبسيطة، وقد تكون علاجاً محتملاً ومهماً لتخفيف كوفيد -19”.
ولا تزال دراسات عديدة مستمرة للوصول إلى نتيجة موحدة، حول مدى فعالية الفيتامين د بمحاربة كورونا عبر تعزيز المناعة. فبحسب دراسة تجريبية فرنسية، في دار لرعاية المسنين، مع مشاركة 66 شخصاً، تبيّن أنّ تناول مكملات فيتامين د بانتظام “مرتبط بتقليل حدّة مرض كوفيد – 19”. في المقابل، تشير دراسة أجريت على 200 شخص في كوريا الجنوبية إلى أنّ نقص فيتامين د يمكن أن “يقلّل من الدفاعات المناعية ضد كوفيد -19 ويسبّب تطور المرض إلى مرض شديد”.
وبالتالي، حتى الآن، لا تتوفر الدراسات والأدلة الكافية للتوصية باعتماد الفيتامين د للوقاية من فيروس كورونا، خصوصاً أنّ تأثيره على الشخص يختلف بحسب لون بشرته، والدولة التي يسكن فيها، ومعدلات أشعة الشمس التي يتعرض لها.
لذلك، لا تزال هناك حاجة لإجراء المزيد من الأبحاث حول أثر الفيتامين، قبل وصفه، وتفادي أي ردّات فعل سلبية، بحسب ما أظهر بعض الدراسات. إلا أنّ الأكيد أنّ استخدام الفيتامين كمكمّل غذائي، لكن بجرعة محددة ومعتدلة، هو آمن ويقي من بعض الأمراض.
العربي الجديد