متحف العمارة التقليدية بصفاقس
يمثل هذا المتحف الفريد من نوعه في تونس تقديما ثريا للخصائص المعمارية بصفاقس منذ عصور قديمة. و المتحف هو رباط القصبة بصفاقس الذي يعتبر من أقدم و أهم الحصون في المدينة العتيقة.
تقع القصبة في الركن الجنوبي الغربي من سور المدينة و هي أهم قلاعه، كان البحر يضرب على واجهته القبلية قبل أن ينحسر عنها بالردم. و كانت لعدة قرون مقر عامل المدينة و أعوانه و حرسه و آخر من سكنها من عمالها “أبو عبد الله المكني” الذي استقل بصفاقس أواخر الدولة الحفصية. و في العهد التركي و المرادي أصبحت القصة مقر الآغا و عساكره و كلهم من الأتراك الذين احتكوا و تصاهروا مع سكان صفاقس.
و في العهد الحسيني الذي امتاز بابتعاده عن السلطة العثمانية ففقد الآغا سلطته لفائدة “القايد” و تدهورت بذلك حالة العساكر بالقصبة في القرن 19م. ثم أصبحت القصبة مقر الجندرمة اثر الاحتلال الفرنسي ثم مقرا للحرس الوطني التونسي لمدة قصيرة بعد الاستقلال.
و تأثر معمار القصبة على مر الزمن بتغير صلاحياتها و تغيرت ملامحها في الفترة الاستعمارية و اقتضى ترميمها طرح الزيادات الاستعمارية و إبراز المظاهر العربية الإسلامية. و أصبحت الآن متحفا للعمارة التقليدية.