“واشنطن بوست” : لماذا على الولايات المتحدة الأميركية التدخل فورا في تونس ؟
كان هذا عنوان تقرير نشرته مؤخرا صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية وكتبه خبيران ومسؤولان سابقان في الإدارة الأميركية، دعا فيه السلطات الأميركية للتدخل الفوري لمساعدة تونس قبل فوات الأوان.
وكتب هذا التقرير الخبيران فرانك وينسر، الذي شغل سابقا خطة نائب وزير دفاع للشؤون السياسية ونائب وزير الخارجية للشؤون الأمنية الدولية وباومان كاتر، مدير بمعهد روزفلت ونائب مساعد سابق للرئيس بيل كلينتون ومدير سابق للمجلس الاقتصادي الأميركي.
وتوقّع هذان الخبيران أنه في حال عدم التدخّل السريع والفوري في تونس، فإن أميركا ستندم على تفويتها فرصة مساعدة تونس في بناء ديمقراطية ناجحة بعد 10 سنوات من الآن على أقصى تقدير، بحسب ترجيحهما.
ودعا الخبيران الرئيس باراك أوباما للاتصال بالرئيس الباجي قايد السبسي في أقرب وقت لإبلاغه بالتزام واضح من طرف إدارته بشراكة إستراتجية طويلة المدى مع تونس. كما طالبا نائب الرئيس الأميركي دجو بادين وأعضاء ديوانه وأيضا وزراء الداخلية والخارجية والخزينة العامة للقيام بزيارات في القريب العاجل إلى تونس لتأكيد مساندة أميركا.
كما دعا المسؤولان الأميركيان أوباما إلى القيام بإجراءات ملموسة لمساعدة تونس في التصدي للإرهاب من خلال التعاون المخابراتي وتجهيز تونس بمعدات أمنية واستخباراتية.
على المستوى الاقتصادي، اعتبر الخبيران انه من الضروري أن يبدأ اوباما في تنفيذ اجراءات عملية من خلال بدء مفاوضات رسمية حول التجارة الحرة بين تونس والولايات المتحدة وضبط مخطط استثماري أميركي في تونس ودعم صندوق المؤسسات التونسية الأميركية الذي أطلقه الكونغرس الأميركي منذ 2012. علما وأن الخبير باومان كاتر من بين المشرفين على هذا الصندوق.
كما تم اقتراح عقد منتديات استثمارية مشتركة أميركية اوروبية حول استثمار القطاع الخاص في تونس، وتولي أهمية فائقة بالمتطلبات الاقتصادية والاجتماعية في تونس.
ونبّه المسؤولان الأميركيان أنه في صورة عدم الاسراع بالقيام بهذه الاجراءات فإن تونس غير قادرة على الاستمرار وانجاح تجربتها الديمقراطية في ظل تفاقم التدهور الاقتصادي والتهديدات الإرهابية الجدية التي تواجهها بالأساس من ليبيا.