صفاقس : أستاذ تونسي عائد من سوريا يروي معاناته..”الترويكا” دمرت حياة 8 آلاف تونسي
“قرار المرزوقي بقطع العلاقات الديبلوماسية مع سوريا كان شنيعا على المواطنين التونسيين المقيمين.. والحكومة التونسية تاجرت بأرواحنا من أجل مواقف سياسية إرتجالية..”.
هذا ما أكده الأستاذ أحمد عطية العائد من سوريا لـ “الشروق”، المتحدث من معتمدية الحنشة من ولاية صفاقس غادر تونس إلى سوريا سنة 1990 حيث نال بكالوريا آداب سنة 1994 وتحصل على الأستاذية في علم الإجتماع والماجستير التربوي.
استقر في مدينة حرستا بالغوطة الشرقية حوالي 7 كلم شمال العاصمة دمشق، درّس في المعاهد الثانوية بعقود عمل مؤقتة وفي المؤسسات التربوية الخاصة بداية من سنة 2005 . ثم أسس مدرسة تربوية خاصة تحت إسم “مدرسة ألبا التعليمية” بعقد شراكة مع أستاذة سورية. (تزوج من فتاة سورية وأنجب منها 4 أبناء.)
عن مأساته تحدث لـ”الشروق”قائلا :”عند اندلاع الثورة السورية حاصر النظام السوري مدينة حرستا حوالي 7 أشهر وفي 22 أكتوبر 2012 بدأت المشاكل حين سيطر الجيش الحر على المدينة، فتم إعتقالي أكثر من مرة رفقة أبنائي بحكم أن النظام السوري يقوم باعتقالات عشوائية لكل الرجال كما تعرضنا للمضايقات من طرف عناصر الجيش الحر التي كادت تنفذ فيّ حكم الإعدام … ولم يتم إطلاق سراحنا إلا بعد تحقيقات مطولة ، فكلا الطرفين كان يشك في توجهاتي السياسية.”
ويضيف المتحدث أملك منزل باسم زوجتي بمدينة حرستا ومنزلا آخر بمنطقة دمّر في أحد أحياء دمشق . وفي شهر أكتوبر 2012 تم قصف مدينة حرستا بالدبابات وبقينا أكثر من أسبوع في الملجأ وغادرت المدينة رفقة أفراد عائلتي حيث تم قصف منزلي بعد خروجي منه بحوالي دقيقتين . ثم انتقلنا إلى حديقة عمومية بمدينة دمشق ولم نتمكن من تأمين لقمة العيش أو مساعدات غذائية حيث إرتفعت أسعار جميع المواد .
ويستطرد قائلا “قرار الحكومة التونسية في عهد الترويكا بقطع العلاقات الديبلوماسية مع سوريا كان شنيعا على المواطنين التونسيين المقيمين هناك، فبعد طرد السفير السوري من تونس وفي ردة فعل من طرف مؤيدي نظام بشار بدمشق تم الإعتداء على مدرستي الخاصة وتفجيرها بقوارير الغاز. وفي غياب سفارة تونسية بسوريا تعرض التونسيون للمضايقات وعجزنا عن استخراج جوازات سفر ومختلف الوثائق الشخصية . ففي الوقت الذي تحدث فيه وزير الخارجية السابق رفيق عبد السلام عن وجود ألفي تونسي فقط بسوريا كان تعداد التونسيين هناك يناهز 8 آلاف، والحكومة التونسية تاجرت بأرواحنا من أجل مواقف سياسية إرتجالية . مصير التونسيين في سوريا مجهول ، حيث ترفض السلطات السورية المصادقة على شهائدنا العلمية ووثائقنا باعتبار أن تونس غير معترفة بالنظام السوري وحين عدت إلى تونس لم أجد من يوفر لقمة العيش لأفراد عائلتي .عدت إلى تونس بأعجوبة، بعد أن قامت زوجتي التي غادرت إلى لبنان بالتنسيق مع السفارة التونسية ببيروت وأنقذت أسرتي من الموت المحقق في سوريا. تركت ممتلكاتي بسوريا والتي تقدر بحوالي 500 ألف دينار تونسي مع منزلين ومدرسة خاصة ومبالغ في رصيدي البنكي بسوريا ، وزارة التعليم العالي التونسية رفضت معادلة شهائدي العلمية المتحصل عليها من سوريا ، اتصلت بمكتب التشغيل بجبنيانة وبمعتمد الحنشة ووالي صفاقس سابقا لكنهم جميعا أغلقوا الأبواب في وجهي ، عبرت عن رغبتي في العمل ضمن عمال الحضائر لكن السلطة الجهوية رفضت . أنا ضحية من بين آلاف الضحايا لسياسة المرزوقي والخارجية التونسية الفاشلة . أطالب الجهات الحكومية بمعادلة شهائدي العلمية وتمكيني من شغل يوفر لقمة العيش لأفراد عائلتي بعد أن أصبحت عالة على إخوتي”.
جعفر الخماري