صفاقس 2015: العاصمة المتوسطية للزبلة
بعد أحلام و أوهام بأن تكون صفاقس العاصمة المتوسطية 2021، كانت الحقيقة التي كنا نتغاضى عن رؤيتها هي أن المدينة الثانية في تونس لا تقارن جملة بثاني مدن الجزائر أي وهران ولا يمكن لصفاقس أن ترتقي بالظروف الحالية لأهمية الحدث. فحال المدينة تعيس لأبعد ما يكون لا من بنية تحتية و لا من مواصلات و لا من استثمارات ولا من وسائل ترفيه. أما الوضع البيئي فحدث ولا حرج. أطنان و أطنان من الفضلات تنتظر من يحملها. وطال انتظارها ليستمتع بروائحها ومنظرها الصفاقسية. أكداس من الزبلة تستعمر شوارع وأنهج المدينة و لم تسلم منها معالم ولا حدائق و لا شواطئ.
يزين الأوروبيون مدنهم بالأزهار و الورود و الأشجار. أما نحن فنزينها بأكياس البلاستيك و القوارير الفارغة و بفضلات الأكل. والبلدية تغط في نوم عميق وهل يمكن أن نتحدث عن بلدية أصلا إذا لم تقم بأبسط مهمة أوكلت لها وهي نظافة محيط مواطنيها. هل تهتم بلدية صفاقس بمصلحة صفاقس أصلا؟ ماذا عن موضفيها و أعوانها؟ هل لهم حس الانتماء والغيرة على المدينة أكثر من مواطنيها؟
عار على صفاقس ما وصلت إليه من وسخ. عار على صفاقس ما آلت إليه حال وجه المدينة “شارع 100 متر” إذا ما قارنا حاله قبل 20 سنة. شارع يعكس حال المدينة. لن نقارن حال صفاقس الآن بحالها أيام الأستعمار، أيام كان الفرنسيون يشهدون بجمال مدينة النخيل صفاقس كواحدة من أجمل مدن المتوسط. كيف نستغرب ذلك والفرنسيون كانوا أحرص منا على جمال صفاقس و نظافتها. بماذا سنفتخر نحن؟ بالزبلة والفضلات؟ عار علينا جميعا إن كنا نخرب و نكسر و نلوث ولا نهتم بل نحتج ولا يعجبنا حال البلاد. كيف نطالب بتبرورة و بمترو صفاقس و بمدينة للرياضة والزبلة لم نجد لها حلا بل ستغزو الزبلة كل تلك المشاريع.
حاول الكثير من أشخاص و جمعيات أن ينشروا حس المواطنة و النظافة غير أن الاجتهادات كانت هباء منثورا. وستبقى كل المحاولات بدون جدوى إن كان المواطن و البلدية لا يحركان ساكنا بل هما أداتان للتخريب. و سنبقى على حالنا التعيس نبكي الأطلال و الماضي السعيد و نبكي أحلام المستقبل. ربما ان استنبطنا مهرجانا وطنيا للزبلة أو نحتفل بوم جهوي للزبلة سنجد كل مقومات النجاح، ولم لاتكون صفاقس عاصمة متوسطية للزبلة.
يا صفاقسية زيدو ارقدوا…
موقع تاريخ صفاقس.