إسـ.ـرائيل سجل حافل بالمجازر.. أجددها ‘مجزرة المعمداني’ في غـ.ـزة
“مجازر الاحتلال الإسرائيلي لا يتحملها عقل بشري”.. بهذه الكلمات أكد غاضبون من دولة الاحتلال الإسرائيلي، أن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل تكشفها على حقيقتها أنها دولة ذات سجل إجرامي وحشي.
وذكّر مراقبون بجرائم الاحتلال الإسرائيلي من لبنان، إلى مصر، إلى سوريا، وليس انتهاء بما ترتكبه من مجازر بحق الفلسطينيين في غزة.
ومن تلك المجازر وليس آخرها بالنسبة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، قصفها مستشفى المعمداني الأهلي في غزة، مساء الثلاثاء 17 تشرين الأول/أكتوبر 2023، موقعة نحو 500 شهيد وجريح بين المدنيين والمرضى في المستشفى، وسط المخاوف من استهداف مستشفيات أخرى وإيقاع المزيد من الضحايا.
وضجت منصات التواصل الاجتماعي بخبر المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة، عقب قصف مستشفى المعمداني الأهلي، حيث تعالت الأصوات منددة وبشدة هذا “العمل الإجرامي”، مطالبين العالم أجمع بالتحرك لوقف شلال الدم في غزة، حسب تعبيرهم.
وقال الكاتب الفلسطيني ماجد كيالي في منشور على حسابه في “فيسبوك”، “هذه اسرائيل على حقيقتها كدولة متوحشة، استعمارية وعنصرية ودينية وعدوانية وإجرامية، وأمام العالم كله تقتل 500 من الفلسطينيين المدنيين في مشفى”، مضيفا “ما كان لها أن تفعل ذلك لولا التغطية الدولية لها ولولا سكوت ولا مبالاة الأنظمة العربية”.
وتابع أنه “بهذه الجريمة أقيمت إسرائيل قبل 75 سنة، وبهكذا أوضاع عربية ودولية استمرت وقويت”.
وأكد صحفيون فلسطينيون ومن جنسيات عربية أخرى، أن “مجزرة مشفى المعمداني ورقة كافية للدول التي تدعي دعم القضية الفلسطينية، لقطع العلاقات مع إسرائيل، واتخاذ موقف صارم، وتدخل عاجل، دون أي اعتبارات ومفاهيم دولية”، وفق قولهم.
وتؤكد جرائم إسرائيل ومجازرها على أنها دولة عدوانية لا تحترم القانون الدولي، ولا حقوق الإنسان، ولا السلام، كما تؤكد هذه الجرائم على ضرورة محاسبة إسرائيل على جرائمها ومجازرها، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني من انتهاكات الاحتلال، وفق مراقبون.
وردا على مجزرة مشفى المعمداني في غزة، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن “قصف مستشفى يضم نساء وأطفال ومدنيين أبرياء هو أحدث مثال على الهجمات الإسرائيلية الخالية من أبسط القيم الإنسانية”، داعياً “أدعو الإنسانية جمعاء إلى التحرك لوقف هذه الوحشية غير المسبوقة في غزة”.
وتُعد جرائم إسرائيل ومجازرها انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، ويجب أن تُحاكم إسرائيل على هذه الجرائم، كما يجب أن تتوقف إسرائيل عن انتهاكاتها ضد الشعب الفلسطيني، ويجب أن تلتزم بتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، وفقا لمراقبين.
وتعود جرائم إسرائيل ومجازرها إلى عقود مضت، حيث ارتكبت دولة الاحتلال الإسرائيلي العديد من الجرائم ضد المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي الدول العربية المجاورة، مثل لبنان وسوريا ومصر.
عام 1978، شنت إسرائيل هجوما على جنوب لبنان، والذي سمي بعملية الليطاني، وأسفرت عن مقتل أكثر من 2000 لبناني، وإصابة أكثر من 10000 آخرين، حيث دمرت إسرائيل أيضا عشرات القرى اللبنانية، وشردت آلاف اللبنانيين.
وفي عام 1982، شنت إسرائيل هجوما آخر على لبنان، والذي سمي بعملية سلام الجليل، وأسفرت عن مقتل أكثر من 20000 لبناني، وإصابة أكثر من 30000 آخرين، كما دمرت إسرائيل مدينة بيروت بالكامل، وشردت أكثر من 100000 لبناني.
وتشير مصادر إعلامية أخرى، إلى أن “المجازر الإسرائيلية بدأت في لبنان عام 1948 بمجزرة (مسجد صلحا) الجنوبية عندما جمع الأهالي في مسجد البلدة وطلب منهم إدارة وجوههم إلى الحائط وبدأ إطلاق النار عليهم من الخلف، فتحول المسجد إلى حمام دم”.
في عام 1973، شنت إسرائيل هجوما على سوريا، والذي سمي بعملية غزال، وأسفرت عن مقتل أكثر من 1000 سوري، وإصابة أكثر من 2000 آخرين، كما دمرت إسرائيل عشرات القرى السورية، وشردت آلاف السوريين.
وفي عام 1982، شنت إسرائيل هجوما آخر على سوريا، والذي سمي بعملية السور الواقي، وأسفرت عن مقتل أكثر من 2000 سوري، وإصابة أكثر من 3000 آخرين، كما دمرت إسرائيل عشرات القرى السورية، وشردت آلاف السوريين كذلك.
وعدد الباحث في تاريخ الجولان السوري المحتل، تيسير خلف، حسب “الجزيرة نت”، الجرائم الإسرائيلية ومنها مجزرة “الدردارة”، وهي قرية في القطاع الجنوبي من الجولان حيث قتل 11 شابا منها جراء مجزرة جماعية، وفي قرية “الخشنية” جنوبي مدينة القنيطرة، ارتكبت القوات الإسرائيلية مجزرة أخرى حينما قصفت القرية بنحو 85 قنبلة دمرتها بالكامل، وفق قوله.
الجدير بالذكر أن الإسرائيليين احتلوا الجولان السوري عام 1967، وهجروا السواد الأعظم من سكانه البالغ عددهم حينها نحو 130 ألفا، في حين بقي سكان القرى الخمس: مجدل شمس، وبقعاثا، وعين قنية، ومسعدة، والغجر.
وفي عام 1956، شنت إسرائيل هجوما على مصر، والذي سمي بعملية سيناء، وأسفرت عن مقتل أكثر من 200 مصري، وإصابة أكثر من 1000 آخرين، كما احتلت إسرائيل شبه جزيرة سيناء، وشردت آلاف المصريين.
وفي عام 1967، شنت إسرائيل هجوما على مصر وسوريا والأردن، والذي سمي بحرب الأيام الستة، وأسفرت عن مقتل أكثر من 20000 مصري، وإصابة أكثر من 100000 آخرين، واحتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة، وشبه جزيرة سيناء، ومرتفعات الجولان السورية.
وعلى مدار العقود الماضية، احتفظت كثبان الصحارى في سيناء وفلسطين بجثامين الشهداء الذين قُتلوا في الحروب العربية-الإسرائيلية، لا سيما حرب حزيران 1967، حين دفع آلاف الجنود ثمن الانسحاب غير المُخطَّط؛ فوجدوا أنفسهم في قلب الصحراء بلا عتاد ولا مداد ولا غطاء جوي، فريسة للإسرائيليين الذين رأوهم يتجوَّلون في الصحراء عطشى وجوعى، ومن ثمَّ قرَّروا قتلهم بعد أن استسلموا للقوات الإسرائيلية، حسب موقع “الجزيرة” القطري.
ولا تقتصر جرائم إسرائيل بحق الأسرى على حرب 1967، فقد كشفت مقابر عدة عن جرائم شبيهة ارتكبتها دولة الاحتلال الوليدة عام 1956 أثناء حرب السويس المعروفة بالعدوان الثلاثي، التي شنَّتها إنجلترا وفرنسا وإسرائيل بعد أن أعلن الرئيس المصري “جمال عبد الناصر” تأميم قناة السويس، وفق ذات المصدر.
في عام 2008، شنت إسرائيل حرب غزة الأولى، والتي استمرت 22 يوما، وأسفرت عن مقتل أكثر من 1400 فلسطيني، وإصابة أكثر من 5000 آخرين، ودمرت إسرائيل آلاف المنازل والمباني الفلسطينية، وشردت آلاف الفلسطينيين.
وفي عام 2012، شنت إسرائيل حرب غزة الثانية، والتي استمرت 8 أيام، وأسفرت عن مقتل أكثر من 1400 فلسطيني، وإصابة أكثر من 5000 آخرين.
وفي عام 2021، شنت إسرائيل حرب غزة الثالثة، والتي استمرت 11 يوما، وأسفرت عن مقتل أكثر من 230 فلسطيني، وإصابة أكثر من 1200 آخرين.
وقال الناشط الفلسطيني عمر القيصر لـ”وكالة أنباء تركيا”، إنه “بعد مجزرة مشفى المعمداني أثبتت غزة بأنها وحدها الأخت الكبرى الفاضلة التي تدافع عن عرضها ودينها أمام شعوب بائسة لم تستطع تغيير أنظمتها بعد كم التضحيات بالثورات العربية التي دفعت ثمنا باهظا ودفعت دولاً عربية كبرى المال لإجهاضها ودعم الطغاة وهذا العالم المنافق ومجلس الأمن الذي يدعم القاتل بمعدات الجريمة ثم يبرأ القاتل، فزوال دولة الاحتلال هو زوال لكل ظل لها من الأنظمة الوضعية الوظيفية، ولا عتب على الشعوب المغلقة كل الأبواب بوجهها لنصرة أختهم غزة”.
ووفقا لناشطين حقوقيين، شمل الجرائم والمجازر الإسرائيلية ما يلي: القصف العشوائي للمناطق المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والأسواق والمنازل، استخدام الأسلحة المحرمة دوليًا، مثل الذخائر العنقودية والنابالم، القتل خارج نطاق القضاء، التعذيب والاعتداء الجنسي، التهجير القسري.
وأسفرت جرائم إسرائيل ومجازرها عن معاناة كبيرة للشعب الفلسطيني، وتسببت في تدمير واسع النطاق للبنية التحتية الفلسطينية، كما أدت هذه الجرائم إلى تفاقم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وجعلت من الصعب تحقيق السلام في المنطقة.
من جهته، قال الدكتور محمد العقيد، مدير عام مركز ديوان الأزهر لـ “وكالة أنباء تركيا”، إنه “في ظل الدعم والغطاء بل والمشاركة الأمريكية في قتل أطفالنا ونسائنا في غزة وفلسطين، تحتاج أمتنا العربية والإسلامية لانتفاضة جديدة باسم طوفان الأقصى دفاعاً عن المدنيين التي تستبيحهم دولة الاحتلال، فحتى المستشفيات لم تنجو من القصف كما شاهدنا مجزرة مستشفى المعمداني من جرحى ومصابين، وفي الوقت نفسه لم ينقطع القصف عن بيوت المدنيين، فهو تاريخ أسود لدولة الإحتلال منذ تأسيسها وحتى رحيلها القريب بإذن الله”.
وتابع “تتكرر المجازر في جنوب لبنان وصبرا وشاتيلا وتل الزعتر ومدرسة بحر البقر في مصر وفلسطين خاصة غزة، بمعارك هدفها قتل أكبر عدد في غزة، بينما العالم يرى ويسمع، لذا الآن لا بد من انتفاضة لا تتوقف، فهذه مهمتنا كشعوب تؤمن بالحياة وتريد الحرية”.
ووسط كل ذلك، تدعو العديد من المنظمات الحقوقية إلى محاسبة إسرائيل على جرائمها ومجازرها، كما تدعو العديد من الدول إلى وقف الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.
ووجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نداء عاجلا للإنسانية، وذلك على إثر المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، في غزة.
وفي منشور نشره على حسابه في منصة “إكس”، قال أردوغان إن “قصف مستشفى يضم نساء وأطفالا ومدنيين أبرياء هو أحدث الأمثلة على الهجمات الإسرائيلية الخالية من أبسط القيم الإنسانية”.
وتابع “أدعو الإنسانية جمعاء إلى التحرك لوقف هذه الوحشية غير المسبوقة في غزة”.
ومساء الثلاثاء، أعلن متحدث وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة أن “ما يزيد على 500 شهيد سقطوا في قصف إسرائيلي استهدف المستشفى الأهلي العربي المعمداني في القطاع”.
وقال القدرة في تصريحات إن “ما يزيد على 500 فلسطيني استشهدوا خلال قصف إسرائيلي استهدف محيط المستشفى الأهلي العربي في غزة”.
من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية أن “الطائرات الإسرائيلية شنت غارة على المستشفى الكائن بحي الزيتون بغزة أثناء تواجد آلاف المواطنين النازحين الذين لجأوا إليه، بعد أن دمرت منازلهم، وبحثوا عن مكان آمن”.
من جهتها، قالت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” إن “مجزرة المشفى الأهلي وسط قطاع غزة جريمة إبادة جماعية”.
وأضافت في بيان أن “المجزرة المروعة التي نفذها الاحتلال الصهيوني في المشفى الأهلي العربي وسط قطاع غزة جريمة إبادة جماعية تكشف مجددا حقيقة هذا العدو وحكومته الفاشية وإرهابها، وتفضح الدعم الأمريكي والغربي لهذا الكيان”، على حد قولها.
ودعت الحركة المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية إلى “تحمل مسؤوليتهم والتدخل الفوري العاجل لوقف غطرسة الاحتلال وجيشه الفاشي، ومحاسبته على ما يقترفه من إبادة جماعية منذ أحد عشر يوما”.
ولليوم الحادي عشر على التوالي، يشن الاحتلال عدوانا مكثفا ضد المدنيين في غزة، إلى جانب قطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية عن السكان هناك، ردا على عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها حركة “حماس” وفصائل فلسطينية في 7 تشرين الأول/أكتوبر الجاري.