دراسة: التأخر عن المواعيد سمة إيجابية ذات فوائد هائلة !
يرى البعض أن التأخر الدائم عن المواعيد، بما يشمل الالتزامات الأكثر أهمية، علامة على عدم النضج أو حتى مشكلة خطيرة. علاوة على أن التأخير المزمن يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة.
ولكن بحسب ما نشره موقع “Your Tango”، توصلت دراسة حديثة إلى أن التأخر في العمل قد يكون في الواقع سمة إيجابية.
ووفقًا لبحث أجراه علماء بجامعة هارفارد، فإن الأشخاص الذين يفتقرون إلى الالتزام بالمواعيد يشعرون أيضًا بتوتر أقل. يعمل هؤلاء الأشخاص بطريقة أكثر هدوءا وتماسكًا من أولئك الذين يصلون مبكرًا. وبدوره يؤدي الشعور بالسلام الداخلي والهدوء إلى زيادة متوسط العمر المتوقع.
وذكر باحثون في جامعة هارفارد أن “النظرة المتفائلة في وقت مبكر من الحياة يمكن أن تتنبأ بصحة أفضل ومعدل وفاة أقل في فترات المتابعة التي تتراوح بين 15 و40 عامًا”.
كما أن هؤلاء الأشخاص الهادئين (وإن كان ذلك في وقت متأخر بشكل مزمن) تظهر عليهم علامات أقل للإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب: “يبدو أن التفاؤل يحمي القلب والدورة الدموية – ومن المشجع أن يعرف المرء أنه يمكن أن يكون له فوائد مماثلة للصحة العامة”.
إن الإنسان الذي لا يتحمل فكرة الوصول متأخرًا، لا يستطيع أن يفهم كيف يظل أي شخص هادئًا بينما هو يركض خلفه. إنه يكون عادة فخورا بالتزامه بالمواعيد، ويزدهر عندما يشعر بالاستعداد والتنظيم الجيد. إن الفوضى تجعله يشعر بالذعر، والتأخر يجعل دمه يغلي. لكن لا تزعج هذه المشكلات الأشخاص المتأخرين بشكل مزمن لأنها حرفيًا لا يمكن أن تعمل بأي طريقة أخرى.
ووفقاً لصحيفة “Wall Street Journal”، فإن الأشخاص الذين يعانون من التأخر المزمن يفتقرون إلى القدرة على التخطيط الدقيق لوقتهم. إنها السمة الشخصية، المعروفة باسم مغالطة التخطيط، تعني أن الأشخاص ببساطة لا يستطيعون الحكم بدقة على المدة التي ستستغرقها مهام محددة أو السفر. يعاني نحو 40% من الأشخاص في الواقع من هذه السمة، على الرغم من العواقب الواضحة التي تأتي من التأخير المزمن.
كما أن العديد من الأشخاص يتأخرون لأنهم يحاولون القيام بمهام متعددة إلى حد أنهم لا يستطيعون إدارة وقتهم بشكل كامل.
يؤثر تعدد المهام على القدرة على التعامل بدقة، مما يعني أن هؤلاء لا يستطيعون التركيز بشكل كامل على عملية تفكيرهم أو التحكم في أذهانهم.
لذلك، يمكن أن يتشتت انتباه هؤلاء الأشخاص بسهولة وينتهي بهم الأمر بفقدان التركيز على المهام التي يحاولون إكمالها، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى استغراق المزيد من الوقت لإكمال المهمة.
ويبدو الأشخاص الملتزمون بمواعيدهم دائمًا، والذين تقدر نسبتهم بحوالي 60%، متوترين وقلقين ومرهقين، في حين يبدو النوع الثاني، الذي يتأخر باستمرار لمدة 30 دقيقة على الأقل في كل مكان، مرتاحًا وغير متأثر بتأخره المزمن.
وتظهر نتائج البحث أن كل شخص يشعر بمرور الوقت بشكل مختلف، ولهذا السبب يؤثر التأخير على كل فرد بطرق مختلفة جدًا.
العربية نت.